الأحد، 24 نوفمبر 2013

بنو عائذ في كتب النسّابين





بنو عائذ في كتب النسابين 
جاء في معجم قبائل العرب القديمة والحديثة لعمر رضا كحالة
عايد:  بطن من ربيعة، من العدنانية كانت منازلهم ببرية الحجاز.
عايد:  بطن من بني سعيد، ذكرهم الحمداني، ولم يبين من أي عرب هم، غير عايد بني سعيد، ثم قال: وديارهم من خزيمة، إلى حلاحل، والتويب ووادي القرى. 
عايد:  قبيلة من صعصعه بن معاوية ابن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس بن عيلان، من العدنانية.
عايد:  فريق يعرف بعيال عايد، من الفقراء الذين هم فرع، من عشيرة البلاونة بالغور، ومنازلهم بماعين عايد: بطن من جذام، من القحطانية قال ابن خلدون:  شعب من بني النافرة، من بني نفاشة، من جذام، من مرة بن أدد بن زيد بن كهلان، وهم ما بين بلبيس من أعمال مصر، إلى عقبة ايلة، إلى الكرك، من ناحية فلسطين عايد بطن من بني مزيقياء، من الأزد، من القحطانية، وهم بنو سود بن الحجر بن عمران بن مزيقياء عايد الله بن سعد العشيرة بطن من كهلان، من القحطانية.
عايد بن مالك:  بطن من شنوءة، من الأزد، من القحطانية، وهم: بنو عايد ابن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم ابن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله ابن مالك بن نصر، وهو شنوءة عايذة بن مالك بطن من ضبة، من العدنانية، وهم:  بنو عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من أيامهم:  يوم أضم كان لبني عائذة على الحارث بن مزيقياء الملك الغساني، وهو عمرو بن عامر، قتل بني عائذة قتلاً ذريعاً.
عائذة بن هلال بطن من عامر بن صعصعة، من قيس بن عيلان، من العدنانية وهم: بنو عائذة بن هلال بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان عائش بن مالك: بطن من تيم الله ابن بكر بن وائل، من العدنانية، وهم: بنو عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. نزلوا محلة بالبصرة، فسميت  باسمهم.


وقد ذكر القلقشندي  عن قبيلة عائذ ما يلي:
بنو عائذ  بطن من ربيعة من العدنانية، ذكرهم الحمداني ولم يصل نسبهم، وربيعة قد مر نسبه عند ذكره في حرف الراء المهملة، قال الحمداني: ومنازلهم ببرية الحجاز.
بنو عائذ الله  بطن من سعد العشيرة من كهلان من القحطانية وهم بنو عائذ الله بن سعد العشيرة، وسعد العشيرة تقدم نسبه عند ذكره في حرف السين المهملة.
بنو عائذ  بطن من سعيد، ذكرهم الحمداني ولم يبين من أي العرب غير أنه عائذ بني سعيد، ثم قال:  ودارهم من خزيمة إلى جلاجل، والثويب ووادي القرى، قال: وليس المعنى بالوادي المقارب للمدينة الشريفة النبوية ويعرف بالعارض، قال في مسالك الأبصار: حدثني أحمد بن عبد الله الواصلي أن بلادهم بلاد خير ذات زرع وماشية، بقرى عامرة، وعيون جارية ونعم سارحة وأن أرضهم بذلك الوادي ذات حصانة ومنعة، وأن المظفر بيبرس الجاشنكير سلطان مصر أهتم بقصد هذا الوادي والألحاق به، والمقام فيه وأن يكون فيه كواحد من أهله، مرتزقا من سوائم الأبل، ثم انثنى عزمه عن ذلك.
بنو عائذ  بطن من شنؤة من الأزد من القحطانية، وهم بنو عائذ ابن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر، وهو شنؤة ويأتي نسبه عند ذكره في حرف الشين المعجمة.
بنو عائذ  بطن من قريش، ذكرهم الحمداني ولم ينسبهم في قبيلة، وقال: أنه لما تنافرت جذام وثعلبة أدعوا في ثعلبة، يريد ثعلبة التي كانت بالشام، ثم جاء بعضها إلى مصر وبقي بعضها بالشام.
بنو عائذ  بطن من بجالة من العدنانية،وهم بنو عائذ بن زيد ابن مالك بن ثعلب بن زيد بن كعب بن بجالة، وبجالة قد تقدم نسبه عند ذكره في حرف الياء الموحدة، منهم شرحان بن الملثم الذي قتل عمارة بن زياد العيسي.
بنو عائذة  بطن من الأزد من القحطانية، وهم بنو عائذ بن أدد، يأتي نسبه عند ذكره في حرف النون. قال أبو عبيد: دخلوا في تنوخ.

وقد جاء في مخطوطة التعليقات والنوادر لأبي علي الهجري  وهو من أصحاب القرن الثالث الهجري حيث نسب بني عائذ في ربيعة بن عقيل من بني عامر بن صعصعة من العدنانية.

وجاء في قصيدة ذات الفروع  لمحمد بن اسماعيل  المتوفى سنة 612هـ وهي قصيدة خاصة بمدح القبائل العدنانية وجاء في شرح قصيدة ذات الفروع للسيّد الشريف أحمد بن عبد الله ابن حمزة المتوفى سنة 656هـ حيث نسب عائذ الى ربيعة بن عقيل من بني عامر بن صعصعة من العدنانية .

ومن أهم المصادر التي تنسب عائذ في عامر بن صعصعة من عدنان هو ديوان ابن المقرب العيوني  المتوفى سنة 630 هـ وقد نسب بني عائذ في بني عقيل بن عامر بن صعصعة.

كما جاء ذكر عائذ في كتاب عمدة الطالب لابن عنبة  والذي قال فيه (أن إبراهيم بن شعيب اليوسفي حدثه أن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعايذ نحو من ألف فارس يحفظون شرفهم ولايدخلون فيهم غيرهم) . وفي هذا النص لا توجد إشارة إلى انتساب عائذ لكنه إن دلّ فإنه يدل على قوتها وعلى فترة تواجدها في فترة الدولة الأخيضرية ، حيث ذكر ابن عنبة عامر وعايذ كما جاء في النص والذي نفهم منه أولا وجود القبيلة في نجد بتلك الفترة وهي ما يؤكد خطأ الكثير من الباحثين والنسّابين الذين قالوا بهجرة عائذ في القرن السابع والثامن الهجري من الجنوب.

وقد قال ابن فضل الله العمري المتوفي عام 749 هـ في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار  :(وفرقة من عائذ، وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس. والمزايدة، وشيخهم كليب بن أبي محمد، وبنو سعيد، وشيخهم محمد العليمي. والدواسر وشيخهم رواء بن بدران  .....  وقال: "عائذ بني سعد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى، وقال: ويعرف بالعارض ورماح والحفر وقال بنو يزيد ودارهم ملهم وبنيان وحجر ومنفوحة وصباح والبرة والعويند وجو، وقال: "المزايدة دارهم البخراء وحرمة " قال: "وسبخة الدبيل والحلوة والهزيم والبريك والنعام والخرج ".

وعندما نقرأ في كتب المتأخرين ابتداء من جبر بن سيار المتوفى عام 1085 هـ في كتاب نبذة في أنساب  أهل نجد (وعايذ بن كلاب بن عامر بن صعصعة ابن معاوية ابن بكر)

وقال الشيخ ناصر بن غانم الشثري  قاضي الأفلاج في القرن الحادي عشر في مخطوطه عن نسب الشثور (ومن ذرية هوازن بن منصور ، سبيع وهلال وعايذ وآل يزيد وغيرهم)

وقد جاء في تاريخ ابن لعبون  في نص نقله ابن عيسى  في كتابه المجموع (وآل يزيد من عايذ من عامر بن صعصعة)

وقال الشيخ ابن سلوم  في مخطوطه عن أنساب نجد (وعايذ من كلاب بن عامر بن صعصعة)

وقال الشيخ إبراهيم بن عثمان  قال (إن ظاهرة انتساب بعض قبائل نجد إلى قحطان إنما نشأت أخيرا لأن العادة انتساب الحضري إلى البدوي، كما تنسب عائذ إلى قحطان وهذا انتساب غير صحيح لأن عائذ نجد هم من عائذ ربيعة بن كلاب بن عامر بن صعصعة وقول جبر ابن سيّار هو قول صحيح)

وكذلك قال عدد كبير من علماء النسب ونسبوا عائذ في عقيل:
حيث ذكر الشيخ حمد الجاسر  في جمهرة الأنساب المتحضرة في نجد، (عائذ: بفتح العين المهملة، وبعدها ألف فياء وقد تهمز، مثناة تحتية مكسورة، فذال معجمة. وأحدهم عائذي. من القبائل التي تحضرت، واختلف النسابون في أصلها، إلا أنها صحيحة النسب،وأكثر فروعها تنتسب إلى عائذ عبيدة من قحطان، على ما هو متعارف بين المنتسبين إليها من أهل نجد، ولايزال لعائذ بقية معروفة بهذا الاسم في بلاد عبيدة في بلاد قحطان) وقد كانت للشيخ حمد الجاسر مقالة في مجلة العرب  جاء فيها بعد المقدمة ما يلي:
((من المعروف أن قبيلة عائذ وإن كانت صريحة النسب إلا أن الأصل الذي تنتمي إليه قديما قد جهل ومن ثم جاء المثل: (عايذ عنه الأصل لايذ) وليست هي وحدها بين القبائل في ذلك فأعظم قبائل نجد وأكثرها عددا تشاركها في هذا مثل عتيبة ومطير وغيرهما من القبائل التي ترجع إلى أصول متفرقة قحطانية وعدنانية.
ومن المعروف أيضا أن انتساب قبيلة عائذ إلى جنب جاء متأخرا ناشئا عن أمرين أحدهما ضعف القبيلة وتفرقها وثانيهما انتشار قبيلة جنب في أطراف البلاد التي كانت قبيلة عائذ من بين سكانها، ومن هنا ينبغي لنا أن نبحث عن زمان انتشار جنب.
أنا لا أستبعد أن قبيلة جنب انتشرت في وسط نجد في الخرج ونواحيه حوالي القرن العاشر الهجري ومابعده، ذلك أننا حينما نبحث عن ذكر لهذه القبيلة بين قبائل نجد قبل ذلك الزمن لا نجد لها ذكرا وإن كانت المصادر التي توضح هذا لا تزال تنقصنا.
أننا نجد بين قبائل نجد في القرن الثامن الهجري بل فيما قبله إلى آخر القرن السادس ذكرا لقبيلة عائذ فنجد ابن فضل الله العمري وهو يذكر عرب العارض يقول: (عائذ: بتو سعد دارهم من حرمة إلى جلا إلى آخر ما ذكر في كلام ابن فضل الله ).
أن المصادر التي اطلعت عليها عندما تذكر قبيلة عائذ تقف عند قول (عائذ بطن من سعد) ويرد بعضها من بني سعيد واعتقد هذا تحريفا 
قديما لعله جاء في احدى مخطوطات "مسالك الأبصار" ومصدر هذا الكتاب الحمداني الذي كان يوما ما مديرا للضيافة عند سلاطين المماليك في القرن السابع الهجري والذي عني عناية فائقة بتسجيل أنساب من يرد إلى مصر من العرب في عهده، وعن كتاب ابن فضل الله العمري نقل من جاء بعده كالسيوطي في "قلائد الجمان" والقلقشندي في "نهاية الأرب" وغيرهما، وورد الاسم  في كتابي الأخيرين بالصورتين المتقدمتين أي سعد وسعيد  وكذا في تاريخ ابن لعبون الذي نقل طرفا مما ذكره من أشرنا إليهم وزاد على ذلك قوله: وأما بنو عائذ فقال في شرح ذات الفروع (بنو عائذ بن ربيعة بن عقيل قال: كان سعيد بن فضل الطائي قد غزاهم في ألف وخمسمائة فارس فوافاهم خلوفا قد غزوا ربيعة الفرس فأخبروا أن طيا قد استاقت أموالهم فرجعوا وأدركوهم فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل سعيد ابن فضل وأسر ولده وأخذ خيلهم ألف قليعة وقتلوا قتلا ذريعا. انتهي.
وذكر أن آل يزيد والمزايدة والدواسر يعدون من عائذ وأضاف بأن الذي استفاض في منازلهم أنها ما بين العيينة إلى حدود الدرعية وهو بهذا يعني آل يزيد وقد وهم حيث عدهم من عائذ فآل يزيد من بني حنيفة والدواسر كما هو معروف من الأزد من قحطان ولا صلة لهم بعائذ وبالإجمال فإن انتساب عائذ إلى ربيعة عقيل أقرب إلى الصحة من عدهم في عبيدة من جنب لأن ربيعة عقيل كانت منتشرة في المواضع القريبة من البلاد التي تسكنها عائذ منذ العهد القديم بخلاف جنب.
أما القول بأنهم بطن من بني سعد –وأرجحها على سعيد- فذك أن منازل بني سعد بن زيد مناة بن تميم كانت منتشرة في وسط نجد في اليمامة في وادي سدير وفي الخرج وغير ذلك من المواضع ولهذا فأنا لا أستبعد أن قسما من عائذ تميمي النسب.
ويكمل الجاسر: لقد أورد شيخنا الشيخ حمد الحقيل في كتاب "كنز الأنساب" ما هذا نصه: وفي (عائذ ربيعة) يقول صاحب ذات الفروع في الأنساب:
و(عائذ) الشمّ الذين إليهم                    من المجد غايات العـلا تتأوب
وقائعهم مشهورة فسلوا بها                 سعيد بن فضل والذين تألبوا
وهذا نص صريح على أن قبيلة عائذ ليست قحطانية النسب لأن القصيدة في نسب بني اسماعيل ومعروف أن قبيلة جنب من قحطان.
هذه المامة موجزة حول الاختلاف في أصل هذه القبيلة وقد نتبعها بما نعرف عن انتساب آل خنين إلى تميم متى تيسر ذلك) انتهى كلام الجاسر.

أما الشيخ حمد الحقيل  في كنز الأنساب ومجمع الآداب فقد نسب عائذ صراحة إلى بني عقيل بن عامر بن صعصعة مستدلا بقصيدة ذات الفروع.
وذكر الأستاذ عبد الله بن خميس  في معجم اليمامة (وعائذ قبيلة ربعيّة، تنازع السلطة فيها آل عثمان وآل زامل ثمّ ذكر بعض الأسرة المنتمية إليها. وقال: أن المرجح أن عائذا خلفوا حنيفة على حكم الخرج) .

أما من نسب عائذ النجدية في قحطان فكلهم متأخرون:
المغيري  في كتابه المنتخب في ذكر أنساب قبائل العرب: وجاء فيه "وعائذ من آل الصقير من عبيدة. ومن عائذ، عائذ أهل الخرج الذين منهم آل معيذر، وآل عيسى أهل الأحساء، وعبد الرحمن بن محمد السهلاوي وآل هريري، وآل داعج، وآل عيسى أهل شقراء، وآل زامل أهل وشيا من الوشم، وهم آل عبد الله، وآل زامل. ومن عائذ آل عفيصان أهل الخرج، وآل شهيل أهل ضرما، والبطين في قرى نجد، وآل عواد، وآل سالم في الدرعية". انتهى.  وعرف عن المغيري في كتابه أنه نسب أغلب القبائل إلى قحطان، وقد نسب عائذ وبني زيد إلى قحطان.

أما الكتاب الآخر فقد كان امتاع السامر بتكملة متعة الناظر ، حيث ذكر أن عائذ هم عائذ بن سعد العشيرة لدى ذكره أي قبيلة تنتسب إلى عائذ في مواضع كثيرة. وأقول أنه هذا الكتاب كغيره من الكتب يحتمل الخطأ في كثير من مواضعه. وقد نقل عنه كثيرون مثل العلاّمة محمود شاكر، وعبد الله بن علي بن مسفر في كتابه أخبار عسير. بالإضافة إلى ما كتبه الأديب الفريق يحيى المعلمي في المجلة العربية، بالإضافة إلى أنه أحد مراجع الشيخ حمد الجاسر في كتابه الجمهرة.

وخلاصة هذا أن:
1-أن عائذ العدنانية قد ذكرت كما ذكرت عائذ القحطانية، ونستدل من هذا أن عائذ القحطانية موجودة كما هو الحال مع قبيلة عائذ العدنانية.
2-نسبت عائذ نجد إلى العدنانية، بينما نسبت عائذ في جنوب الجزيرة العربية إلى القحطانية.
3-أن جميع النصوص التي نسبت عائذ إلى مذحج أو قحطان كطرفة الأصحاب لابن رسول وصاحب تاج العروس المنتظم في التاريخ لابن الجوزي والجمهرة لابن حزم لم تذكر علاقتهم بنجد, وهي المصادر التي احتج بها من نسب عائذ النجدية في قحطان.
4-لا يوجد أي نص أو أي مخطوط قديم ينسب عائذ النجدية إلى قحطان سوى بين المتأخرين وأولهم المغيري.
5-وجود قبائل أخرى باسم عائذ كعائذ مخزوم وعائذ جذام وغيرهم.

و السبب الرئيسي في الخلط بين عائذ القحاطانية وعائذ العدنانية هو تشابه الأسماء.


وبهذا وخلاصة ما أرى هو

1- أن بني عائذ في نجد هم من بني عقيل بن عامر بن صعصعة طبقا لما ورد في المصادر في القرن الثالث والخامس والسادس الهجري. (أبو علي الهجري- ديوان ابن المقرب- قصيدة ذات الفروع)

2- لم تنسب عائذ في في المصادر في القرن السابع والثامن الهجري ولم يذكر أصلها كما ذكر (ابن عنبة- الحمداني- الحموي- ابن فضل الله العمري). والسبب والله أعلم أن عائذ تحولت إلى حلف في هذا العصر، وخصوصا ما ذكره ابن فضل الله العمري وذكر أن الدواسر من عائذ. فليس من المعقول أن يجهل كل هؤلاء نسب هذه القبيلة العريقة.

3- نسبة عائذ نجد مرة أخرى في المصادر بعد القرن الحادي عشر إلى بني عامر بن صعصعة كما ذكر ذلك الكثير مثل جبر ابن سيار وغيره. وفيه دلالة على انتهاء هذا الحلف وقد تكون اندمجت في عائذ بعض القبائل الدوسرية وهذا ما سيبينه الحمض النووي مستقبلا إن شاء الله.

4- أول من نسب عائذ نجد في قحطان وخلط بينها وبين عائذ قحطان هو المغيري وتبعه المؤرخون المعاصرون.

كتبه/ عبد المجيد المدرع

السبت، 9 نوفمبر 2013

الرد على مقالة المدعو شاه الجترالي 

انتشرت مقالة المدعو شاه بندر الجترالي, الذي يتحدث عن الإهانات التي يتعرض لها هو وغيره من مراجعي السفارة لدى تقديمهم على تاشيرة الحج والعمرة, وأشكك بمصدر هذه الرواية أو بكاتبها, لأنك لو سألت عن الذين يتعاملون مع القنصليات السعودية في الخارج لاصدار التأشيرات لعرفت أن هذا الكلام مكذوب وغير صحيح, فطلب تأشيرة الحج أو العمرة يتم فقط عن مكاتب متخصصة ومصرحة من وزارتي الحج والخارجية السعودية, حيث يكون عن طريق مكاتب معتمدة.

ويمكن للراغب بالحصول على تأشيرة الحج أو العمرة أن يتوجه إلى أحد المكاتب المعتمدة لتقديم طلب التأشيرة وليس عن طريق القنصلية, بناء على عدد من التأشيرات المتاحة لكل مكتب. وبعد أن يقوم طالب التأشيرة باستكمال الشروط والمستندات عن طريق المكتب. يقوم المكتب بتقديمها بعد ذلك للسفارة التي تقوم بتدقيق البيانات والمستندات واعتمادها واصدارها في نفس اليوم.


إن السفارة لا تستقبل الحجاج و المعتمرين بل تستقبل مندوبي المكاتب فقط
ملخص فتوحات المغرب

بعد دخول جيش المسلمين لمصر في السنة الحادية والعشرين من الهجرة انكسر الحاجز الذي يفصل دولة الإسلام عن بلاد المغرب والأندلس وأفريقية، وبعد مصر فتح المسلمون برقة فطرابلس لتتوالى بعدها المدن التي فتحت على يد المسلمين وتتسع رقعة البلاد في عهد عثمان رضي الله عنه، حيث تولى عبد الله بن أبي السرح ولاية مصر لعمرو بن العاص على مصر، والذي كانت أعظم انجازاته هي معركة ذات الصواري. وبعد مقتل عثمان رضي الله عنه دبت خلافات بين المسلمين أدت إلى توقف هذه الفتوحات، حتى استقر حال المسلمين وتوحدت كلمتهم في عهد معاوية ليبدأ عهد جديد من الاستقرار ومواصلة الفتوحات.

تولى معاوية بن خديج ولاية مصر في عهد معاوية وكانت تحته قيادات فذة أمثال عبد الله بن الزبير وعقبة بن نافع الذين كانا يقودان المعارك، حتى عين عقبة بن نافع واليا لأفريقية حيث قام بإكمال الفتوحات حتى وصل إلى المغرب الأقصى، وأنشأ مدينة القيروان لتكون عاصمة للمغرب. ثم عين بعد معاوية بن خديج على مصر وأفريقية مسلمة بن خويلد الأنصاري والذي جمع له معاوية بن أبي سفيان ولاية مصر والمغرب، حيث قام مسلمة بعزل عقبة بن نافع وتولية أبا المهاجر الأنصاري واليا على أفريقية خلفا لعقبة.

وبعد وفاة معاوية بن أبي سفيان ولي أمر المسلمين يزيد بن معاوية الذي أعاد عقبة إلى ولاية أفريقية. وما إن عاد حتى واصل فتوحاته إلى أقصى المغرب حتى وصل إلى ساحل المحيط فدخل بفرسه إلى الماء حتى بلغ نحره ثم قال "اللهم إني أشهدك أن لا مجاز، ولو وجدت مجازا لجزت".

لكن عقبة أخطأ بعدم تحصين ظهره، فكان يفتح البلدان بسرعة دون توطيد الإسلام والحكم فيها، وهذا ما جعل البربر ينتقضون عليه بقيادة كسيلة بن لمزم حيث توجه بالبربر وقاتل عقبة بن نافع في معركة بينهما سنة 62هـ أدت إلى مقتل عقبة وقادة جيشه. ثم زحف كسيلة إلى القيروان فاستولى عليها ما جعل حاكم القيروان زهير بن قيس البلوي يرتد بقواته إلى برقة. ثم توالت الخلافات مرة أخرى في بلاد المسلمين في المشرق حتى عهد عبد الملك بن مروان الذي ولّى زهير بن قيس على أفريقية وأمده بجيش كبير ليستعيد القيروان سنة 69هـ ليقتتل مع جيش كسيلة وفيها انتصر زهير ومن معه وقتل كسيلة وقادة جيشه وتوغّل غربا.

انتهز الروم توغّل المسلمين غربا فقدموا بجيش عظيم عن طريق أسطول بحري من صقلية فنزلو في قرطاجنّة وزحفوا  إلى برقة، مما جعل زهير يعود بمن معه للدفاع عن برقة فاقتتل مع الروم قتالا عظيما، هزم فيه جيش المسلمون وقتل زهير وقادة جيشه، وبهذا ذهبت المغرب من أيدي المسلمين.

لكن الخلافات التي كانت بين عبد الله بن الزبير و عبد الملك بن مروان أدت إلى ضعف الجبهة الغربية للمسلمين، حتى استقرت الدولة بين ابن مروان الذي عين حسان بن النعمان الغساني ووجهه بجيش عظيم حتى وصل إلى قرطاجنّة التي لم تكن قد وقعت بيد المسلمين بعد، حيث كانت عظيمة التحصين وكانت عاصمة الرومان في أفريقية،  وذلك لأنها على الواجهة البحرية وكذلك قربها من صقلية التي كانت تمدها بالإمدادات، لكن الغساني حاصرها بشدة واستطاع دخولها ثم جاءت إمدادات من الإمبراطور بأسطول بحري من صقلية وبجيش قدم إليها من ملك القوط في الأندلس الذي بدأ يقلق من قرب المسلمين من أراضيه لكنه سارعهم وبدأ هو بقتالهم، لكن لم يفد هذا كله إذ انتصر المسلمون وهزموا الروم والقوط هزيمة قوية ثم استمر حسان بجيشه غربا فأخضع المغرب كله وأعاده لسيطرة المسلمين حيث قضى على القوات الرومانية المنتشرة هناك بالإضافة إلى انتصاره على قوات البربر، وبعد هذه الانتصارات العظيمة استقرت برقة من الشرق وحتى المحيط غربا في أيدي المسلمين.

بدأ حسان بتنظيم الأمور العسكرية والمالية والاجتماعية في بلاد المغرب رغم الثورات التي قامت خلال ولايته وكانت أقواها من الكاهنة في جبل أوراس، لكن المسلمون استطاعوا الانتصار عليها وتم لهم حكم المغرب.  وفي عام 86هـ توفي عبد الملك بن مروان ليخلفه ابنه الوليد الذي عين على مصر أخيه عبد الله بن عبدالملك بعد وفاة والي مصر عبد العزيز بن مروان بن الحكم. . وفي عام 89هـ عين موسى بن نصير اللخمي واليا على المغرب خلفا لحسان الغساني الذي تم عزله.

ما إن تولى موسى بن نصير الحكم حتى بدأت الثورات البربرية مرة أخرى، وكان هذا حال البربر آنذاك إذ يتحينون الفرص للثورة مع أي تغيير يطرأ، لكن هذا الأمر لم يثني موسى عن توطيد الإسلام في المغرب فقضى على الفتن وإخضاع البلاد التي ثارت، فوجدوا منة شدة وحزما لم يعهدوه وهو الذي استفاد من تجارب من سبقه. فخضعت له قبائل هوارة وصنهاجة وزناته وكتاة وغيرها من القبائل البربرية الكبيرة. حتى وصل موسى بن نصير إلى طنجة ولم يكن المسلمون قد فتحوها من قبل فافتتحها وولّى عليها قائدا عظيما وهو مولاه طارق بن زياد.

اهتم موسى بن نصير بنشر الإسلام في المغرب واستمال شيوخ القبائل ووجهائها، وكسب ولاء البربر، وجعلهم في جيشه فأحبوه لما رأوا فيه من عدل ومساواة حتى أصبح البربر هم جيش موسى بن نصير وبدأ البربر بالانضمام لجيش موسى وأقبلوا باعتناق الإسلام، إلى أن أصبحت بلاد المغرب كمثيلاتها من بلاد المسلمين بلاد خير وأمن وسكينة واستقرار في عهد ولاية موسى بن نصير.


ولم يكتف موسى بن نصير بهذا فحسب بل قام بإنشاء أسطول بحري عظيم لحماية الثغور الإسلامية البحرية وابتنى دارا لصناعة السفن في قرطاجنّة. وبدأ موسى بن نصير بغزو البحر إذا بدأ بجزر البليار الواقعة في البحر المتوسط حينما أرسل ابنه عبد الله بن موسى لفتحها، ففتحها وكانت تتبع لملك القوط في إسبانيا، لكنه لم يكن فتحا مستقرا. ثم أرسل حملات أخرى إلى صقلية وسردانية. وبهذا استطاع موسى بن نصير أن يجعل سيطرة المسلمين على شمال أفريقية كاملة في البر والبحر، عدا مدينة سبتة التي تقع في الشمال الأفريقي لكنها تتبع لملك القوط في إسبانيا التي لم يستطع المسلمون فتحها لشدة تحصينها ومنعتها.
حضارة الإسلام والفتوحات الإسلامية قبل فتح الأندلس

بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد الصديق أبي بكر لتشمل بلاد فارس والروم بعد أن قضى على المرتدين في جزيرة العرب ليبدأ بعدها على الفور بالبدء بغزو الروم والفرس في نفس التوقيت. وقد كان جيش أسامة بن زيد هو أول عمل عسكري قام به أبو بكر وذلك انفاذا لوصية النبي صلى الله عليه وسم، ثم توالت بعدها المعارك مع حروب المرتدين والتي كانت أبرزها معركة اليمامة التي قضي فيها على مسيلمة الكذاب.

ثم استمرت المعارك والفتوحات في عهد عمر بن الخطاب وكانت فيها المعارك الفاصلة مع الروم كمعركة اليرموك [1] ثم وفتح دمشق وحمص وقنسرين ثم أجنادين. إلى أن فتح بيت المقدس ثم فتحت مصر من بعدها. ومن الناحية الشرقية بدأت المعارك في عهد عمر والتي توجت في معركة القادسية أكبر وأهم الانتصارات ثم تلتها فتوحات كفتح المدائن وجلولاء والأهواز ونهاوند.

وفتحت مصر في عهد عمر بن الخطاب على يد الفاتح عمرو بن العاص بخطة عسكرية عظيمة وعبقرية فريدة بدأت بمعركة عين شمس ففتح بابليون فالإسكندرية فإنشاء مدينة الفسطاط. أدت عبقرية عمرو وسياسته في فتح مصر إلى توطيد الإسلام فيها وكانت أرضا مستقرة ولم تكن كبلاد المغرب التي فتح لاحقا بلادا ثورات. وكان استقرار مصر أحد الدواعم الرئيسية لفتح بلاد المغرب ثم الأندلس.

واستمرت الفتوحات في عهد عثمان لتفتح في عهده مرو[2] تركيا وأرمينية والقوقاز وخراسان وأفريقية وقبرص. إلا أن هذه الفتوحات توقفت في عهد علي بن أبي طالب بسبب الخلاف الداخلي الذي حلّ ببلاد المسلمين.

ولفهم سبب فتح المسلمين للأمصار يجب أن تكون لنا وقفة مع الحوار الذي دار بين الصحابي الجليل ربعي بن عامر وبين رستم قائد الفرس في معركة القادسية حيث بعثه سعد بن أبي وقاص رسولا لرستم، فدخل عليه وقد زيَّنوا مجلسه بالنَّمارق المذهَّبة، والزَّرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبَها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه وبيضتُه على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك فقال: إني لم آتِكم وإِنّما جئتكم حين دعوتموني، فإنما تركتموني هكذا وإِلا رجعت. فقال رستم: إئذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النَّمارق فخرَّق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضيَ إلى موعود الله، قالوا: وما موعودُ الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي. فقال رستم: لقد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال: نعم، كم أحبُّ إليكم؟ يوماً أو يومين، قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا. فقال: ما سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخِّر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل. فقال:أسيِّدهم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يُجير أدناهم على أعلاهم. فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعزَّ وأرجح من كلام هذا الرجل؟ فقالوا: معاذ الله أن تميل إِلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب أما ترى إلى ثيابه؟ فقال: ويلَكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفُّون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب.


خلاصة تاريخ الخلافة الإسلامية قبل فتح الأندلس

توفي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشر للهجرة ليبدأ عهد الخلافة الراشدة التي قامت بإيصال الرسالة النبوية الكريمة إلى أصقاع الدنيا آنذاك فبدأ بأبي بكر الصديق رضي الله[1] عنه الذي أخضع جزيرة العرب ووحدّها في حروب الردة ثم واصل بعد ذلك بإرسال الجيوش لفتح بلاد الفرس والروم حتى وافاه الله عزّ وجلّ بعد عامين حافلين بالقوّة و الإيمان.

ثم تلاه عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه[2] ليواصل مسيرة الصدّيق أبي بكر ويكمل الفتوحات في بلاد الفرس والروم. ثم واصل عثمان بن عفان رضي الله عنه[3] الفتوحات بشكل أقل لكنه قام بتوطيد هذه الفتوحات وعلّم الناس الإسلام فانتشر في عهده العلم والتعليم.

وجاء بعده عهد علي بن أبي طالب رضي الله[4] عنه الذي انشق فيه المسلمون إلى فريقين بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه، واستمرت هذه الفرقة حتى عام 41هـ الذي سمّي بعام الجماعة. وبدأ معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بعهد جديد والذي غيّر سياسة الدولة فجعل للدولة هيبة وسلطانا، فاستمر حكمه حتى عام 60 هـ، بعد عهد مشهود له بالاستقرار وتوسع في الفتوحات.

تولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان[5] الخلافة بعد أبيه ليبدأ عهد الدولة الأموية لكن أجزاء من البلاد الإسلامية لم تستقر تحت حكمه بسبب قيام الحسين بن علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير بن العوّام رضي الله عنهما بالوقوف ضد توريث الحكم. ثم تولى معاوية بن يزيد بعد والده الذي لم يستمر في الحكم سوى أشهر فبايع بنو أمية رجلا آخر من بني أمية وهو مروان بن الحكم[6] الذي استمر حكمه قرابة العام.

وبويع من بعده لابنه عبد الملك بن مروان[7] الذي وطّد الحكم لصالح بني أمية وقضى على الانشقاقات في عهده وأسّس دولة قوية مكنت المسلمين من مواصلة الفتوحات. ثمّ أوصى ابن مروان أن تكون الخلافة لابنه الوليد[8] من بعده والذي فتحت الأندلس في عهده وبلاد السند وغيرها، وكان عهده عهدا قويّا وانتشر في عهده العلم والعمارة. وعند وفاته تولى أخوه سليمان[9] الخلافة  الذي عرف عنه الصلاح والعدل والذي توّج نهاية عهده باختياره لابن عمه عمر بن عبد العزيز[10] للخلافة من بعده الذي عرف بخامس الخلفاء الراشدين لحذوه حذوهم.

ثم توالت الخلافة بعد عهد عمر بن عبد العزيز لتعود الخلافة بعدها في أبناء عبد الملك بن مروان وكان أولهم بعد عمر الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك ثم الوليد بن يزيد بن عبد الملك فجاء بعده ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك ثمّ أخوه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ثمّ مروان بن محمد[11] الذي سقطت الخلافة الأموية في عهده.

سقطت الخلافة الأموية سنة 132هـ لتقوم بعدها الخلافة العباسية ولكن بعد أعوام قليلة من سقوط الأمويين في المشرق قامت لهم دولة في الأندلس عرفت بالدولة الأموية في الأندلس والتي أسسها عبد الرحمن الداخل كما سيأتي لاحقا.




[1] استمر عهد الصديق عامين فقط (11-13هـ)
[2] حكم رضي الله عنه عشر سنوات من السنة الثالثة عشر للهجرة وحتى الثالثة وعشرين من الهجرة. وهو عمر بن الخطاب بن بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
[3] عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب واستمر حكمه من عام 13 للهجرة وحتى عام 35 من الهجرة.
[4] استمر حكم علي بن أبي طالب من عام 35 للهجرة وحتى 40 للهجرة.
[5] هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
[6] هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. وهو ابن عمّ عثمان رضي الله عنه.
[7] استمر حكمه من عام 65 للهجرة وحتى 86 من الهجرة.
[8] كان حكمه من 86-96 هـ
[9] حكم من عام 96-99 هـ
[10]  حكم عامين فقط (99-101هـ)
[11] هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

محمد عبد الكريم الخطابي
"  ريفي يسقط الملكية الإسبانية"

                                                

       عندما تقف في النقطة القصوى من شمال المغرب, تستطيع أن ترى في الأفق جبال الجزيرة الخضراء في إسبانيا, أوكما يسميها المغاربة "الخوزيرات", وهي مدينة إسبانية صغيرة في أقصى الجنوب الإسباني المطل على البحر الأحمر والمجاور لجبل طارق, سميت بالجزيرة الخضراء لأنها منطقة خضراء ذات كثافة شجرية, وكانت أول منطقة أقام بها المسلمون في الأندلس, هي اليوم عبارة عن ميناء مهم ضخم. في هذا المكان بالتحديد اجتمعت إسبانيا وفرنسا من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 للانطلاق من هذه النقطة بالتحديد لتقاسم المغرب, فالشمال كان من نصيب إسبانيا والجنوب من نصيب فرنسا.

في عام 1886م ولد ألفونسو الثالث عشر في مدريد, وهومن سلالة الملوك القشتاليين الإسبانيين الذين أسقطوا الأندلس, تحركت في عهده الحملات الإسبانية على المغرب. لكن قبل هذه السنة بخمس سنوات كان الإسبان مع موعد للالتقاء بالأسطورة الريفي المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي ولد في بلدة أجدير في منطقة الريف شمال المغرب سنة 1881م, وقد كان والده زعيما لقبيلة بني ورياغل, وقد علّمه والده القرآن الكريم والعلوم الشرعية, ثم استكمل دراسته في مدينتي تطوان ومليلة بالنظام التعليمي الإسباني وبعدها واصل هذا الشاب تعلميه الشرعي في جامعة القرويين.

       عمل بعد ذلك في صحيفة "تيليغراما ديل ريف" وهو الإسم القديم للصحيفة الإسبانية المحلية في مدينة مليلة " إل تيليغراما" وهو اسمها الحالي, كما عمل مترجما للعسكر الإسبان, ثم عمل قاضيا لمليلة ثم كبيرا لقضاة مليلة وهو في بداية الثلاثينات من عمره.

       كان والد الخطابي مجاهدا ضد الاحتلال الإسباني حتى توفي سنة 1920 م مسموما, ليستلم الخطابي القيادة ويبدأ جهاده ضد الإسبان, كانت هجماته ومباغتتاه عجيبة لمن يقرأ فيها, مشابهة إلى حد كبير للقائد العظيم  عمر المختار, كانت معركة أنوال إحدى أشهر المعارك التي خاضها ضد الإسبان (أو كما تسمى في التاريخ الإسباني اليوم ب" كارثة أنوال") لأنها إحدى أكبر هزائم الإسبان في التاريخ, عندما استدرجهم إلى هذه المدينة وسحقهم بجيش صغير مقابل جيش إسباني كبير بعدته وعتاده.

       يحق للريفيين الفخر بهذه المعركة التي جرت في مدينة أنوال صيف عام 1921م والتي انتصر فيها الريفيون انتصار عظيما, وبالرغم من استشهاد ما يقارب الألف ريفي, كانت حصيلة القتلى الإسبان طبقا لما يعترفون به قد تجاوز أربعة عشر ألف عسكري, وأكثر من ألف أسير.

       بعد هذه المعركة أسس الخطابي جمهورية الريف, واتخذ من مدينة أجدير عاصمة لها, وكان الخطابي رئيسا لها ورئيس لمجلس الوزراء, وقام الخطابي بتأسيس جيش منظم لهذه الدولة الحديثة ووضع الدستور وأنشأ البرلمان, وبدأ بتحريك الوفود الرسمية لطلب الاعتراف بهذه الدولة, إلى أن اتحدت إسبانيا وفرنسا لإسقاط هذه الدولة وتم استخدام الأسلحة الكيمائية في هذه الحرب, لتسقط جمهورية الريف, وينفى الخطابي إلى جزيرة سريّة.

       بعد ذلك قررت فرنسا إعادته إلى فرنسا, فقدم عن طريق سفينة بحرية رست في ميناء بور سعيد, وما إن رست في ميناءها حتى طلب الخطابي اللجوء السياسي في مصر التي عاش فيها وتصاحب فيها مع حسن البنا إلى أن مات سنة 1963م.  

       هي قصة رجل ريفي مسلم, سياسي وعالم دين, قاضي وصحافي, مترجم وقائد عسكري, جهلنا هذه الشخصية, فمن يقرأ سيرته سيرى سيرة عظيمة لشخصية يحبها الريفيون ويحترمها ويقدرها الإسبان اليوم. لكن هل كان لهذه الشخصية علاقة بسقوط الملكية الإسبانية بشكل غير مباشر ونفي الملك ألفونسوالثالث عشر!!!.