الخميس، 27 فبراير 2014

السمح بن مالك الخولاني
تولى السمح ولاية الأندلس بعد الحر الثقفي في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، وقد جرت العادة أن يعين والي الأندلس من قبل والي المغرب إلا أن عمر بن عبد العزيز هو من عيّن السمح بن مالك بنفسه.
وقد كان بنو أميّة إذا أتاهم الخراج لا يدخل بيت المال حتى تقوم لجنة من رجال ثقات ويشهدوا أنه ليس غلول، ولما جاء إلى بيت مال المسلمين خراج أفريقية في عهد سليمان بن عبد الملك أقسم ثمانية ولم يقسم اثنان منهم وكان السمح الخولاني هو أحدهما. فلمّا تولّى عمر بن عبد العزيز أمر المسلمين ولّى السمح ولاية الأندلس لما عرفه عنه من نزاهة وخوف من الله.
كان من أهم ما قام به السمح هو ترتيبه لأوضاع البيت الأندلسي من نواحي عدة منها الإدارية والزراعية. واصل السمح فتوحات المسلمين في أوروبا فدخل فرنسا وفتح إقليم "سبتمانيا" وبلاد البشكنس وتوغل في الأراضي الفرنسية حتى كانت معركة فاصلة بينه وبين أمير "أكوتين" فتلاقى الجيشان، ورغم قلة المسلمين أمام الجيش الضخم إلا أنه صمد وكانت الكفة تميل لصالح المسلمين، حتى سقط السمح بن مالك شهيدا في هذه المعركة مما أدى إلى خلل في جيش المسلمين واهتزازهم مما جعلهم ينسحبون إلى "سبتمانيا".

كان من أعظم ما قام به السمح هو تعليمه الناس للإسلام وعدله في اقتسام الغنائم بين جيوش المسلمين، كما قام بإعادة بناء قنطرة قرطبة التي تهدمت، واستشار في بناءها الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله. استشهد رحمه الله في التاسع من ذي الحجة "يوم عرفة" في معركة تولوز سنة 102 هـ.